إن تخصيص الجواد العربي بمهرجان، طالما راود صاحب السموّ الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود. بيد أن ذلك لم يتأتَّ إلاَّ في يناير 2008، حين أمسى الحُلم حقيقة.
يتوخَّى الاحتفال تعزيز مجالات الفروسية وتطويرها، ورفْع ذِكْر فَرَسها، الذي كان عاملاً من عوامل تاريخ الثقافة العربية؛ فحظي بحفاوة أبنائها. ويطاول تاريخ الخيول العربية خمسة آلاف سنة، فتكاد تكون أقدم جياد، عَرَفها التاريخ.
يزدان بها أقدم المخطوطات بكونها سوابح حرب، في منطقة الهلال الخصيب، الواقعة بين النهرَين. وسرعان ما انماز الجواد العربي وأضحى مطمع ذلك العالم الغابر، إذ انبرى عِلْيته للاستئثار بالخيول العربية، يتباهون بها رمزاً للقوة والثراء والسبق؛ ناهيك بِجَلَدها وجَمالها وذكائها؛ فضلاً عن ولائها وإخلاصها لأصحابها؛ ما روجها في أنحاء العالم كافة.
و يرعى الاحتفال صاحب السموّ الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، في مزرعة “الخالدية”، المقر الرئيسي لمزارع سموّه، والواقعة في مدينة “تبراك”، غرب الرياض؛ في يناير من كل عام، ولخمسة أيام متواصلة.
يَتَّسـق في الاحتفال العديد من الأنشطة المتنوعة، التي تستهدف إنعاش الفروسية، واستعادة أهمية الجواد العربي ومكانته في تاريخ الأمة. ففي اليوم الأول، يقامد سباقٌ للجياد العربية الأصيلة، الفريدة في نوعها.
وفي الأيام الثلاثة اللاحقة، يشارك الجواد العربي في مسابقة فروسية دولية؛ ليظهر خلالها جماله وألقه. لقد تدارك هذا الحدث تواني شبه الجزيرة العربية، ولا سيما المملكة العربية السعودية، عن الاحتفاء بالخيول العربية؛ فأمعن في تأكيد أنسابها، واستفاض في تاريخها، وجَهِد في إظهار جَمالها.
وربما عَوَّض من ذلك القصور أن يحضر الاحتفال، يومياً أصحاب السموّ الملكي، وولاة العهد، والشيوخ، والسفراء، والقناصل العامون، وكبار رجال الأعمال في منطقة الخليج. كما سيدعي لحضوره العديد من مُلاّك المزارع، ومربي الجياد، وكبار أعضاء الجمعيات، وممثلي الإعلام الدولي.